الامتنان كمصدر للسعادة والطمأنينة: رؤية من علم النفس الإيجابي و سورة الفاتحة

Uncategorized

الامتنان كمصدر للسعادة والطمأنينة: رؤية من علم النفس الإيجابي وسورة الفاتحة
بقلم:الدكتورة / ابتسام القدوة

يُعد الامتنان أحد المفاهيم الأساسية في علم النفس الإيجابي، حيث يُعرف بأنه الشعور بالتقدير والاعتراف بالنعم التي يحصل عليها الإنسان، سواء من الآخرين أو من الله عز وجل. وقد أثبتت الدراسات أن الامتنان يساهم في تحسين الصحة النفسية، وتقليل مشاعر القلق والاكتئاب، وزيادة المشاعر الإيجابية مثل السعادة والرضا. كما يساعد في تعزيز العلاقات الاجتماعية، حيث يؤدي التعبير عن الشكر والتقدير إلى تقوية الروابط بين الأفراد ونشر جو من المحبة والتعاون.

علاوة على ذلك، يُعد الامتنان أحد العوامل المهمة في تعزيز الصمود النفسي، حيث يساعد الأفراد على التعامل مع الأزمات والصعوبات بطريقة أكثر إيجابية. كما أنه يحفز السلوك الإيجابي، إذ يميل الأشخاص الممتنون إلى التصرف بتعاطف وتعاون مع الآخرين، مما يساهم في خلق بيئة مجتمعية أكثر إيجابية.

يمكن تنمية الامتنان في الحياة اليومية من خلال بعض الممارسات البسيطة، مثل كتابة يوميات الامتنان، حيث يدون الشخص ثلاثة أشياء يومية يشعر بالامتنان تجاهها. كما يمكن التعبير عن الشكر والتقدير للآخرين بقول “شكرًا” بصدق وإظهار الامتنان لهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن التأمل في النعم التي يتمتع بها الإنسان والتركيز عليها بدلاً من الانشغال بالمشاكل.

في الإسلام، يُعتبر الامتنان قيمة جوهرية تتجلى في العديد من التعاليم القرآنية، وأبرزها سورة الفاتحة. تبدأ السورة بحمد الله وتمجيده بقول: “ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ”، مما يعكس أهمية الشكر في حياة المسلم. كما تؤكد السورة على رحمة الله وهدايته لعباده، وهو ما يعزز شعور المسلم بالامتنان لله على نعمه العظيمة.

إن تكرار سورة الفاتحة يوميًا في الصلوات الخمس يرسّخ مفهوم الامتنان في نفس المؤمن، مما يجعله أكثر وعيًا بالنعم التي يحظى بها، ويزيد من شعوره بالرضا والطمأنينة. كما أن الامتنان لله ينعكس في سلوك الفرد اليومي، من خلال شكر الآخرين وتقدير النعم التي يمتلكها، مما يساهم في تعزيز الصحة النفسية والروحية للفرد والمجتمع

Tags:

No responses yet

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Latest Comments
No comments to show.